بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للأراضي الرطبة، الذي يحتفى به في 2 فبراير من كل سنة. تنظم جماعة القنيطرة وجمعية المنارات الايكولوجية من أجل التنمية والمناخ وشركاؤها في إطار حملتها السنوية بمناسبة هذا اليوم، لإذكاء الوعي الثقافي بالقضايا البيئية والمناخية حول المناطق الرطبة والماء على وجه الخصوص، مائدة مستديرة علمية حول موضوع: « لقد حان الوقت لاستعادة المناطق الرطبة ». وستتفتح أشغال هذه المائدة المستديرة العلمية بكلمة رئيس جماعة القنيطرة، وكلمة للمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالقنيطرة.
تجدر الإشارة أنه تنظم هذه المائدة بشراكة مع المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بالقنيطرة، المرصد الحضري بجماعة القنيطرة، الجمعية المغربية اليد في العجين، منتدى البحث الجغرافي في البيئة والتنمية، جمعية سواعد النماء بالقنيطرة وجمعية الشباب لأجل الشباب، وذلك يوم السبت 28 يناير 2023 ابتداء من الساعة الثالثة وحتى السادسة والنصف مساء بالقاعة العليا بجماعة القنيطرة.
شعار 2023 اليوم العالمي للأراضي الرطبة(WWD) اتخذ حول موضوع: “حان الوقت لاستعادة الأراضي الرطبة”، بهدف زيادة الوعي بأهمية الكبرى التي تمثلها الأراضي الرطبة في حياة الإنسان ووظائفها الحيوية بالنسبة لكوكب الأرض. ويعتبر هذا اليوم العالمي أيضًا مناسبة لتخليد ذكرى توقيع اتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة في مدينة رامسار الإيرانية سنة 1971 التي تقع على شواطئ بحر القزوين. ذلك لإن الأراضي الرطبة تقوم بتصفية المياه من العوالق السامة، و تغذية وتجديد مياه الفرش الجوفية والتخفيف من تأثير الجفاف وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، المسبب الأول في الاحتباس الحراري، فضلاً عن دورها في حماية التربة والبحار من التلوث من جهة. كما تعرف الأراضي الرطبة مختلف أنواع التدهور، ناتج عن سوء تدبير و تجاهل للأدوار التي تلعبها هذه الأوساط ونقض نصوص المعاهدات الدولية المعنية بالمحافظة على الأوساط الطبيعية والتنوع البيولوجي وتغير المناخ ومكافحة التصحر.
وتعد الأراضي الرطبة محطات أساسية للطيور المهاجرة من جنوب القارة الإفريقية إلى شمال القارة الأوروبية ومن أوروبا إلى إفريقيا. وفيها تتكاثر هذه الطيور وتستريح وتتغذى بما فيه الكفاية لتكمل مشوار الهجرة من الجنوب إلى الشمال ومن الجنوب إلى الشمال. وأكدت عدة أبحاث لمهتمين بحياة الطيور المهاجرة التي تعبر القارة الإفريقية إلى أن تزايد عدد السكان من جهة وضرورة العمل على تلبية الحاجات الغذائية المتزايدة من جهة أخرى يعدان سببا أساسيا من أسباب تقلص مساحات الأراضي الرطبة لفائدة المزارع والمراعي وتوسع المدن. بيد أنه ثبت أن هذا الخيار الاستراتيجي لم يكن مصيبا لأن الأراضي الرطبة تعد مصدرا هام من مصادر المياه العذبة وإطار جيد لتربية الأسماك.
تشير التقديرات إلى أن الأراضي الرطبة تختفي بمعدل أسرع بثلاث مرات من الغابات. كما أن أكثر من 35٪ من الأراضي الرطبة قد تدهورت أو اختفت منذ عام 1970. ويعد وقف هذا الفقدان والحد منه وعكس مساره أمر بالغ الأهمية. وتتواجد بإقليم القنيطرة ثلاث محميات مسجلة ضمن لائحة رامسار الدولية (محمية سيدي بوغابة بمدينة المهدية ومحمية المرجة الزرقاء بجماعة مولاي بوسلهام، سجلتا سنة 1980 – ومحمية مرجة الفوارات بمدينة القنيطرة، سجلت سنة 2018). كما تضم أيضا مصب نهر سبو الذي يعتبر من الأوساط الرطبة المهمة والتي تحتاج لتنضم ضمن لائحة رامسار الدولية.
كما يسلط موضوع سنة 2023، “لقد حان الوقت لاستعادة الأراضي الرطبة”، الضوء على الحاجة الملحة لإيلاء استعادة الأراضي الرطبة الأولوية القصوى. ويدعو جيلاً كاملاً إلى اتخاذ إجراءات فعالة لإعادة إحياء الأراضي الرطبة المتدهورة واستعادتها، لأن الأراضي الرطبة الطبيعية توفر العديد من الخدمات، مثل التحكم في الفيضانات وتوفير سبل العيش. ولتحقيق أكبر قدر من الفوائد، وجب تطبيق نهج شامل، وفق مقاربة تشاركية بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، لاستعادة هذه الأراضي.
وفي إطار تعزيز القدرات حول الممارسات الفضلى من أجل استعادة الأراضي الرطبة، تقترح سكرتارية رامسار 7 ممارسات التالية:
وتذكر في هذا الإطار على سبع فوائد لاستعادة الأراضي الرطبة بالنسبة للإنسان والمحيط البيئي:
ومن أجل بلوغ هذه الأهداف، تظم جمعية المنارات الايكولوجية من أجل التنمية والمناخ جهودها إلى جانب الجهود العالمية المدنية من أجل المساهمة في إذكاء الوعي الثقافي حول مجالات أهمية الأراضي الرطبة من خلال الخدمات التي تقدمها: توفرها على تنوع بيولوجي مهم حيث تعد موردا مهما للمياه والنباتات الطبية والعطرية والمنتوجات الزراعية التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي للساكنة، وتتميز بأهمية الاقتصادية من خلال مساهمتها في التنمية المحلية للجماعات الترابية، وتلعب أيضا دورا مناخيا أساسيا حيث تعتبر خزان لثاني أوكسيد الكربون المسبب الرئيسي للتغيرات المناخية ومجالا للحد من حدة الكوارث الطبيعية، كما تعتبر متنفسا للترويح على النفس للتخفيف من ضغوطات الحياة اليومية والتسلية، و فضاء للتربية البيئية لمختلف الأعمار وخصوصا للأطفال والشباب، ومختبرا طبيعيا للبحث العلمي والدراسات العلمية. وبهذه المناسبة تدعو كل وسائل الاعلام للمساهمة في هذه الحملة التحسيسية والتوعوية بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة 2023.