تثمينا لنتائج مشروع “الحوار من أجل التغيير (نحاور – نشارك – نغير)” الذي اشتغلت من خلاله جمعية المجتمع التمكيني للشباب ، على تكوين وتعزيز قدرات 50 من طلبة الباحثين بشعب العلوم الاجتماعية، في مجالات الحوار ومواكبتهم في إعداد وصياغة ورقات سياسات لتعزيز الحوار بين الشباب والفاعلين في مجال التعليم لإدماج مناهج الحوار والتسامح في المقررات التعليمية، وكذا تقديم توصيات حول أهمية مساهمة الإعلام المغربي في نشر قيم التسامح ومواجه خطاب الكراهية، في إطار برنامج #مشاريع_حوارية في المنطقة العربية بتعاون مع كايسييد.
تم خلال الندوة الختامية للمشروع التي نظمت يومه الأحد 24 شتنبر بمدينة الخميسات إطلاق نداء يحمل عنوان “من أجل تعزيز قيم التسامح والتعايش في مناهج التعليم والإعلام المغربي” الذي تم فيه تجميع التوصيات التي عمل عليها الباحثون الشباب في ورقاتهم السياسية والتي أجمعوا فيها على رسائل تعزز قيم التسامح والتعايش التي تتبناها مملكتنا المغربية والتي يدعو لها دائما ويؤكد عليها أغلب مكونات المجتمع المغربي المتنوع.
وفيما يلي ملخص للنداء مع تقديم للتوصيات التي جاءت في الأوراق السياسية:
إيمانا من كل المشاركين والمشاركات في مشروع “الحوار من أجل التغيير” بروح التعايش والتسامح التي تميز مكونات المجتمع المغربي، التي ما فتئ يعبر عنها في كل مناسبة سواء كانت سعيدة أو مؤلمة كما تبين ذلك في زلزال الحوز الذي أظهر فيه الشعب المغربي عن قيم التضامن بغض النظر عن الدين أو العرق، وهو ما يؤكد على أن التعايش بين أوساط الشعب المغربي من القيم الوجدانية الراسخة التي لا تحتاج لتوجيه بقدر ما تدعو للفخر والتثمين والحماية من أي تدنيس، وهو ما أكد عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مناسبات عدة، ونستحضر في ذلك مقتطفات من الرسالة السامية التي بعثها جلالة الملك إلى المشاركين في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي لحوار الثقافات والأديان بفاس.
المقتطف الأول “… إذا كان كرم الضيافة من شيم المغاربة، فإنه يشمل أيضاً كرم الروح. ففي بيئته ينشأ الاحترام وقبول الآخر، ويزدهر التنوع الثقافي. وقد جسدنا هذه الميزة، التي تجعل من المغرب بلداً متعدداً ومتنوعا، في إطار الوحدة الوطنية، من خلال جملة من المبادرات على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية.”
المقتطف الثاني: “…فالنموذج المغربي يتميز بتفرده على المستوى الإقليمي، من حيث دستوره، وطبيعة واقعه الثقافي، وتاريخه الطويل، الذي يشهد على تجذر التعايش، لاسيما بين المسلمين واليهود في أرضه، وانفتاحه على الديانات الأخرى.
إن هذا النموذج الأصيل الذي يستمد مرجعيته من إمارة المؤمنين ومن المذهب السني المالكي، شهد جملة من الإصلاحات العميقة. فهو يستهدف تحصينَ المجتمع المغربي من مخاطر الاستغلال الإيديولوجي للدين، ووقايتَه من شرور القوى الهدامة،
من خلال تكوين ديني متنور متشبع بقيم الوسطية والاعتدال والتسامح.” *نهاية المقتطفات.
ومن هنا ندعو كل مكونات المجتمع وهيئات مختصة لتظافر المجهودات للمساهمة في استدامة هذه القيم الإنسانية مع التركيز على أهم الركيزتين اللتان تساهمان في تعليم وتوجيه المجتمع وهما الإعلام والتعليم. لهذا نقدم رسائلنا وتوصياتنا للفاعلين في تطوير مناهج التعليم، وكذلك للصحفيين ومدراء النشر ومؤسسي المنابر الإعلامية المتعددة الوسائط في المغرب.
التوصيات الموجهة للفاعلين في تطوير مناهج التعليم
- تعريف خطاب الكراهية بشكل واضح وشامل في المناهج التعليمية. ينبغي أن يتم توضيح أن خطاب الكراهية يعتبر غير قانوني وغير أخلاقي، ويجب أن يتم تحميل المسؤولية عنه.
- تضمن المناهج التعليمية دروسًا مخصصة لتعليم التلاميذ والتلميذات عن حقوق الإنسان وقيم التسامح واحترام التنوع. يم
- توفير تدريب للمعلمين والموظفين حول كيفية التعامل مع خطاب الكراهية في الفصول الدراسية، من خلال تزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة للتعرف على خطاب الكراهية والتعامل معها بطرق فعالة وبناءة.
- تكامل مواضيع خطاب الكراهية في المناهج التعليمية بشكل شامل ومتعدد التخصصات. من خلال تضمينها في مواد مختلفة مثل اللغة والأدب والتاريخ والعلوم الاجتماعية لتعزيز التفكير النقدي والوعي الاجتماعي.
- تعزيز النماذج الإيجابية والتعاون العابر للثقافات في المناهج التعليمية. من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح لأشخاص من خلفيات ثقافية متنوعة وتعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة.
- تشجيع المتعلمين على المشاركة في مناقشات وفعاليات حول قضايا خطاب الكراهية وتأثيرها عبر توفير البيئات الآمنة والداعمة حيث يمكن للطلاب التعبير عن آرائهم بحرية والتعلم من وجهات النظر المختلفة.
التوصيات الموجهة للصحفيين ومدراء النشر ومؤسسي المنابر الإعلامية المتعددة الوسائط في المغرب.
- تفعيل القوانين وتعزيز السياسات المناهضة للتمييز لمكافحة خطاب الكراهية والتمييز في وسائل الإعلام والتحريض على الكراهية وترويج العنف والتمييز.
- تعزيز التعاون والشراكة بين المؤسسات والهيئات الإعلامية والمجتمع المدني لمكافحة خطاب الكراهية في الإعلام المغربي. من خلال تنظيم ورشات وجلسات حوارية لتعزيز التفاهم وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة في مجال مواجهة خطاب الكراهية.
- تعزيز شفافية وسائل الإعلام وإقامة آليات للشكاوى تتيح للجمهور تقديم بلاغات حول المحتوى المشبوه أو المسيء.
- توفير برامج تدريبية وتوعوية للصحفيين والمعنيين بالإعلام حول أخلاقيات المهنة وضرورة تجنب نشر وترويج خطاب الكراهية..
- دعم وتشجيع المشاريع الإعلامية التي تعزز قيم التسامح والتعايش والاختلاف في المجتمع المغربي عبر تقديم تمويل ودعم فني لإنتاج محتوى إيجابي يعكس التنوع ويروج للحوار والتفاهم.