طاطا منطقة منكوبة بسبب الكوارث الطبيعية المتكررة بالإقليم
يتابع المكتب التنفيذي لمنتدى إفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان عن كثب مجريات مخلفات الفيضانات التي عرفتها مناطق متفرقة من جماعات إقليم طاطا، مساء الجمعة 20 شتنبر 2024 ، و التي خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة ، لا زالت السلطات والساكنة المتطوعة في البحث عن مفقودين وضحايا حادث الحافلة إلى حدود الساعة ،وفي انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث القضائية المختصة بشأن واقعة ” انجراف الحافلة ” قرب المدخل الرئيسي لمدينة طاطا ، الحافلة القادمة من طانطان صوب مدينة طاطا ، فإن المنتدى يؤكد على ضرورة فتح تحقيق شامل في هذه النازلة، وذلك للوقوف على ملابساتها وتحديد المسؤوليات، وجبر الضرر لأسر الضحايا .
و إذ يجدد المنتدى تضامنه وعزاءه للأسر المكلومة – والتي تنتظر أخبار عن مصير أفرادها المفقودة – بالمقابل يدعو باستمرار المواطنين والمواطنات إلى اليقظة والحذر جراء التغيرات المناخية و الظروف المناخية المضطربة، والتقيد بالتنبيهات والتحذيرات التي تعلن عنها باستمرار مديرية الأرصاد الجوية عبر نشراتها الدورية ، والتقيد بتعليمات السلطات المختصة المتعلقة بتدبير حالة الطوارئ والمخاطر .
وهي مناسبة لتأكيد على أهمية التواصل والتحسيس بخطورة الأوضاع البيئية والمناخية التي تجتازها المنطقة ( الجنوب والجنوب الشرقي ) ، والتي تؤكده الأبحاث والدراسات المختصة ، الشيء الذي يتطلب استراتيجية وخريطة الطريق لمواجهة المخاطر والكوارث الطبيعية التي قد تتكرر لتجنب أسواء السيناريوهات المحتملة.
نؤكد أن السلطات الاقليمية والمحلية اتخذت الإجراءات والترتيبات الضرورية وفق الإمكانيات المتوفرة ومنها : إجلاء للسكان بجنبات الوديان التي تحيط بإقليم طاطا الممتد على مساحة كبيرة ، وتم تعبئة كل الأطقم وتعبئة كل الأجهزة والسلطات الأمنية والعسكرية تحت إشراف مباشر من السيد عامل لإقليم طاطا.
لكن بالرغم من كل هذه المجهودات المبذولة من طرف السلطات المحلية والإقليمية بمختلف أجهزتها واختصاصاتها طيلة الأسابيع الماضية، وبالرغم من الحيطة والحذر وانخراط العديد من النشطاء والفعاليات في التحسيس والتوعية لتجنب فاجعة فيضانات سموكن جماعة تمنارت ( 08 شتنبر 2024) ، فإن كل ذلك لم يمنع من وقوع حوادث ومآسي متكررة بفعل قوة وفجائية السيول والأمطار التي تهاطلت في ظرف وجيز فوق كل التوقعات حسب تقارير الأرصاد الجوية لمنطقة طاطا، والتي تهاطلت بالليل وبكميات كبيرة ، مما أدت الى خسائر بشرية ومادية ومنها : فقدان العديد من الأشخاص إلى حدود الساعة ، عزلة داخل وخارج الإقليم ، وبين الدواوير ، هدم كلي أو جزئي للعديد من المنازل ( خاصة القديمة ) ، فقدان العديد من رؤوس الماشية واتلاف الزراعات المعيشية ، والمنتوجات الفلاحية ( الثمور ) ، واقتلاع أشجار النخيل ، وانجراف التربة الصالحة للزراعة و تدمير كلي للقناطر المشيدة على الطرقات، وأصبحت، بذلك مدينة طاطا ،و بعض مداشرها مناطق منكوبة ومعزولة عن العالم الخارجي إلى حدود السبت 22/09/2024
و إذ يعرب المكتب التنفيذي لمنتدى افوس للديمقراطية وحقوق الإنسان عن تعازيه الصادقة ومواساته الخالصة لأسر وأهالي ضحايا، فإنه يتمنى الشفاء للجرحى ، ويدعو لتكثيف البحث الميداني من أجل إيجاد جثث المفقودين في أقرب وقت ممكن ،
و إنطلاقا من أدوارنا الدستورية والقانونية ، فإن المنتدى يعلن للرأي العام المحلي والوطني والدولي ما يلي :
· تضامنه المطلق مع أسر ضحايا الفيضانات ، والساكنة المتضررة من تبعات الكوارث الطبيعية والتي اجتاحت عموم جماعات إقليم طاطا ، وخلفت أضرارا جسيمة (أرواح بشرية ، مادية ، نفسية ، اجتماعية ، اقتصادية ،…).
· مطالبتنا السيد العامل ورئيس الحكومة بإعلان إقليم طاطا منطقة منكوبة من جراء الفيضانات ، من أجل الإعمار الفوري وإرجاع الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجماعات المتضررة من الفيضانات والحرائق والجفاف …
· ضرورة تفعيل أدوار صندوق مكافحة الكوارث الطبيعية لضمان جبر الضرر الفردي والجماعي للمناطق المتضررة بإقليم طاطا، و بمختلف المناطق المتضررة من الفيضانات بالجنوب والجنوب الشرقي للمغرب.
· ضرورة إيلاء أهمية كبيرة للمعمار بالجبل وسن قانون خاص لذلك ، و فق منظور عمراني جديد يستحضر شروط السلامة والأمن لأهاليها ، و توفير مستلزمات الحياة والاستقرار بهذه المناطق الجبلية الصعبة.
· مطالبة الحكومة والسلطات المختصة باتخاذ تدابير وإجراءات مستعجلة من أجل إحصاء الخسائر و تقييم الأضرار ، واتخاذ اجراءات استعجالية لمنع انتشار الأمراض، إصلاح البنية التحتية، إعادة تأهيل المنازل وإصلاحها ، وتحديد المناطق والأماكن المسموح بها البناء والتعمير، دعم الساكنة و الزراعة بالواحات، وفك العزلة، وإصلاح المسالك ، و تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب عبر صهاريج مائية بشكل مؤقت. و استصلاح و صيانة الطرقات المتضررة ، وإعادة الربط بشبكة الكهرباء والهاتف ، واستصلاح السواقي والآبار و الاراضي والواحات بالمنطقة، وإشراك حقيقي للساكنة في كل العمليات الميدانية والتشاور معهم بشأن حاضر ومستقبل هذه المناطق. .
· دعوتنا السلطات المحلية والإقليمية بطاطا إلى التدخل والترخيص والسماح للكسابة والرحال بعد التأكد من استقرار الحالة الجوية بالمنطقة ( الإبل والماعز ، خيامهم تحديد مناطق الرعي الأمنة ..) ، وتأمين تحركاتهم ، والوقوف معهم لإحصاء الأضرار والخسائر ، وتقديم المساعدات والعون لهم في أقرب وقت ممكن .
· دعوتنا لإنخراط كافة الفعاليات المدنية والمجتمعية للمجتمع المغربي من أجل تقديم الدعم وتخفيف المعاناة عن الساكنة المتضررة بجماعات ، وتنظيم هذه العمليات التضامنية تحت إشراف السلطات الإقليمية والمحلية وبتعاون وحضور جمعيات المجتمع المدني المحلي .
· دعوة الجماعات الترابية بالإقليم والمجلس الإقليمي لطاطا و برلماني الإقليم بشكل مباشر إلى الترافع والتضامن و الابلاغ و التنسيق المشترك مع كل المتدخلين والشركاء ، وتقديم الخدمات المستعجلة للساكنة المتضررة، و برمجة نقط في جدول أعمالها تتعلق بكيفية إعادة إعمار هذه الدواوير المتضررة من جراء الفيضانات والكوارث بصفة عامة .
· إعمال مخطط المخاطر وتحسين نظام الإنذار المبكر الاستباقي و التدريب على مواجهة الكوارث الطبيعية بمختلف أشكالها ، وتوفير وتجهيز مراكز الوقاية المدنية بالمعدات والأطقم والموارد البشرية الكافية لمواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة . وكذا مضاعفة مراكزها بالإقليم ( تسينت ، تمنارت ، اسافن،…)
· إحداث مرصد جهوي وخلايا إقليمية ومحلية لرصد والتتبع والتقييم المخاطر الناجمة عن الكوارث والتغيرات المناخية بمناطق الواحات ، وتمكينهم من وسائل وأدوات العمل بشكل مستدام .
· تنظيم لقاءات دورية للتبع والتقييم جهود الإغاثة لضمان استدامة وسرعة التنفيذ للمشاريع والبرامج وفق أجندة زمنية مضبوطة لضمان النجاعة والفعالية لمختلف التدخلات .
· العمل على تنوير الرأي العام بشكل مستمر عن حصيلة الجهود المبذولة والاجراءات والتدابير المتخذة لإرجاع الحياة بشكل تدريجي لهذه المناطق المنكوبة بإقليم طاطا .
عن المكتب التنفيذي لمنتدى افوس للديمقراطية وحقوق الإنسان
للتواصل 0662491519/0528806584