اختتمت بنجاح فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان إزوران للفنون التراثية الذي أشرفت على تنظيمه جمعية أسنفلول للثقافة والبيئة والتضامن بدعم من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، و مؤسسة دار الصانع ، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومجموعة من الشركاء المؤسستيين والخواص، تحت شعار ” فنون أحواش..إرث يجمعنا” وعلى مدار خمسة أيام ، تم تنظيم نسخة هذه السنة بكل من مدينة أولوز ومدينة تزناخت وشهدت فقرات متنوعة وحضوراً لافتاً للزوار بمختلف فئاتهم العمرية.
وتزامت نسخة هذه السنة بمناسبة الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2974 بعد أن تم ترسيمها عيدا وطنيا، بعد أن تم تأجيلها حيث كانت مقررة ما بين 17 و 19 أكتوبر 2023 ، نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة يوم 8 شتنبر والذي كان له أثار سلبية على الساكنة مما حتم على المنظمين تأجيله إلى هذا التاريخ.
وكان المهرجان قد بدأ فعالياته يوم 12 يناير بمدينة أولوز، حيث افتتحت بكلمة للسيد رشيد ندبوبكر مدير المهرجان حيث رحب بضيوف المهرجان وكذلك المشاركين واغتنم الفرصة ليهنئ الشعب المغربي بالسنة الأمازيغية الجديدة، ليعبر كذلك عن سعادته المطلقة في استمرار المهرجان مقدما كل الشكر والثناء للمدعمين والشركاء.
واستقطب المهرجان خلال أمسياته الفنية فرقا تراثية من مختلف مناطق المغرب قدمت لوحاتها الفنية الجميلة للزوار، لتبرز بذلك جمالية فنون أحواش وأصنافه المختلفة، إلى جانب الحضور الوازن لكبار شعراء أسايس كـ” لحسن أجماع وعثمان أزوليض” وغيرهم.
و نجح معرض التراث والصناعة التقليدية المقام ضمن فعاليات المهرجان والذي احتضنته مدينة تزناخت يومي 20 و 21 يناير، في تقديم باقة متنوعة من منتوجات الصناعة التقليدية المتميزة، والتي أبهرت زوار المهرجان من مختلف الجنسيات، 40 عارضا وعارضة من أصحاب الحرف اليدوية التقليدية والمنتوجات المحلية جاءوا من مختلف الجهات والأقاليم ليعرضوا منتوجاتهم التقليدية كالأزياء والمجوهرات والفخار وغيرهم، أبانوا على إعجابهم بالمهرجان وأكدوا رغبتهم الصادقة للمشاركة في الدورات المقبلة.
كما شهد المهرجان أيضا تنظيم ندوة فكرية تتمحور حول “فنون أحواش.. الأصناف، الرواد والآلات” في سلسلتها الثانية، أطرها كل من الأستاذ ابراهيم اوبلا والأستاذ عبدالرحمان فارس فيما قام بتسييرها الاستاذ حسن بويزكارن، واحتضن المهرجان أيضا حفل تقديم وتوقيع كتاب “نان ويلي دوشكانين” للكاتب الأستاذ هشام “فؤاد كوغلت”، كما تم عرض الفيلم الوثائقي ”تيزوريوين نوسايس“ الذي انتجته جمعية أسنفلول، إضافة لذلك عرفت هذه النسخة تنظيم ورشات تكوينية موضوعاتية.
وخلال هده الدورة تم تكريم عدة شخصيات ساهمت في الحفاظ على الموروث الثقافي والتراث الفني لأحواش، وفي هدا الصدد تم تكريم الإعلامي بالقناة الثامنة – الأمازيغية “ابراهيم باوش”، المتميز بإعداده لبرامج ثقافية تهتم بالموروث الثقافي أحواش، وفي نفس السياق تم تكريم الصانع التقليدي “حسن المودن” ابن منطقة إوزيون، المحترف في صناعة الآلات الإيقاعية الجلدية التي تستعمل في فنون أحواش كـ “تالونت” و”كانكا”، كما تم أيضا تكريم “بورحيم أوبلقاس” أحد أمهر العازفين على آلة البنذير أو “تالونت” والمعروفين في فن أحواش أهنقار، والذي ينتمي لمنطقة تكموت نواحي طاطا، إضافة الى الفنان عبد السلام خرشا، أحد رواد فن أحواش أسكا بأولوز، ورئيس فرقة أسكا خرشا إحدى أقدم الفرق الفنية التراثية بالمنطقة.
وبات المهرجان حدثا تراثيا وثقافيا مهما على خارطة المهرجانات الوطنية وفريدا من نوعه في المنطقة يستقطب الزوار من جميع أنحاء المملكة وخارجه الذين ينتظرونه بكل شغف سنة بعد سنة.