تعيش بعض الجماعات الترابية المتواجدة في المدارات القروية جملة من إشكالات التنمية. ولعل أسوء اشكال يمكن تصنيفه من مجموع المشاكل التي تعرفها بعض الجماعات الترابية-والقروية بالخصوص هو غياب بعض الخدمات الأساسية التي تعد العمود الفقري ومؤشر من مؤشرات التنمية في المجال؛ فالخدمات الأساسية مثل خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية من طرق ومسالك وكهرباء وماء شروب…إلخ. تعد بلا منازع مظهرا من مظاهر التنمية بالمجال، والعكس صحيح، حيث غياب بعض الخدمات الأساسية أو وجود تفاوت تواجدها بين دواوير جماعة ترابية ما يعد وضع مجالي غير مرغوب فيه، وفي نفس الوقت واقع مجالي يحتاج إلى التدخل الفوري من قبل الفاعلين.
تتعدد أسباب وعوامل وجود جماعة ترابية-قروية في مأزق؛ غياب بعض الخدمات الأساسية أو محدودية نسبة الاستفادة من تلك الخدمات نظرا لعوامل ترتبط بالفاعل الترابي (الإداري، التقني، السياسي، الجمعوي) من جهة، ومن جهة أخرى ترتبط بشروط الطبيعية (طبيعة التضاريس، نوع التربة، خصائص الفرشة المائية…). ويصنف مشكل محدودية مالية الجماعة من بين أهم متغيرات التي يتحدث عنها الفاعل الترابي ويحاجج بها باستمرار(جماعة فقيرة، مداخيل الجماعة واعتماداتها الاستثمارية محدودة جدا)، وهلم جرا من مسوغات « فشل » في تنزيل السياسات العمومية على المستوى المحلي من قبل مدبري الشأن المحلي هناك منذ سنوات لليوم.
جماعة توغيلت الوضع التنموي الراهن ومأزق سؤال التنمية بمجال الجماعة التربية(اسماعيل الراجي)