نظمت جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية ASTICUDE بشراكة مع وكالة جهة الشرق ندوة ختامية لفعاليات مهرجان قافلة المسرح المدرسي في نسخته التاسعة تحت عنوان: »مسرح الشباب: التراث، الذاكرة والفرجة »، وذلك يوم الجمعة 26 ماي 2023 بالمركب الثقافي بالناظور.
خصص صباح اليوم الختامي لتقديم العروض المسرحية المتبارية للثانويات التأهيلية المشاركة التابعة للمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالناظور، والتي عرفت حضور بعض مدراء وممثلي الثانويات المشاركة في مهرجان هذه السنة، الى جانب فعاليات جمعوية ومدنية محلية ومنابر إعلامية.
استهل السيد عمر شريق الكاتب العام للجمعية كلمته بشكر الحضور داخل القاعة بما فيهم أعضاء لجنة التحكيم للمهرجان، ثم انتقل بعد ذلك بتذكير كرونولوجي للقوافل المسرحية التي تم تنفيذها من طرف الجمعية على مستوى الاقليمين الناظور والدريوش، والتي كانت تعنى بمواضيع حقوق الانسان، التربية على قيم المواطنة والتعايش، تكسير الاحكام المسبقة والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، انتهاكات حقوق المهاجرين …ثم أشار بعد ذلك للأهداف التي حددت لهذه النسخة، والتي تتجلى في :
- إبراز أهمية التراث الثقافي المغربي، كرافعة لإشباع قيم الهوية.
- تمهير تلامذة المرحلة الثانوية على فنون الأداء والاحتفالات المسرحية بمختلف فرجاتها.
- تأطير ورشات مسرحية لفائدة تلاميذ الثانوية من قبل مؤطرين احترافيين ذوي خبرة في الكتابة السينوغرافيا والاداء فوق الخشبة والاخراج المسرحي
وشهد المهرجان عرض شريطين ڤيديو الأول يوثق للمحطات البارزة للنسخ السابقة وفيديو اخر يوثق لمسار الحصص التدريبية للفرق المشاركة في النسخة التاسعة، والتي انخرطت بوعي وفعالية في تكريس ثقافة مسرحية هادفة، تستحضر البعد الثقافي والهوياتي للفعل المسرحي.
في الختام، تم توزيع شواهد شكر وامتنان لكافة المؤسسات التعليمية المشاركة في هذه المنافسة وشواهد المشاركة لأطر ومنسقي الفرق المسرحية، وبناء على المداولات التي قامت بها لجنة التحكيم، تم الاعلان على الفرق الفائزة بالجوائز الثلاث والتي رتبت كما يلي: الجائزة الأولى حصلت عليها ثانوية ابن النفيس بالعروي، والثانية كانت من نصيب ثانوية عثمان بن عفان ببني انصار، اما الجائزة الثالثة نالتها ثانوية الناظور التأهيلية.
على هامش مهرجان قافلة المسرح المدرسي نظمت عشية المهرجان ندوة تفاعلية حول الموضوع التراث، الذاكرة والفرجة والذي أثار أكثر من سؤال بصدد تشبيك التواصل بين الذاكرة كامتلاء فكري وامتداد رمزي في الزمن، والفرجة كلحظة جمالية زاخرة على خشبة المسرح وفي تمثلات التلقي.
إن الهدف العام من هذه الندوة ، بتعدد مستوياتها و أسئلتها ، هو محاولة النبش في الذاكرة و إثارة الأسئلة القلقة في أفق استنبات وعي مغربي شبابي مبادر و قادر على التصدي لكل شرخ يستهدف كيانه و تاريخه و هويته، لاسيما في زمن أصبح فيه الانسان المغربي فكرا و وجودا و هوية و فنا … مستهدفا عبر الكثير من المنابر و المواقع و الأصوات الاعلامية الافتراضية المعادية لكل خصوصية مغربية أصيلة .وعليه فقد كانت الجمعية، و من منطلق وعي وطني أصيل مجبرة على الاسهام في الاجابة عن جملة الاسئلة الجوهرية من قبيل:
- أي دور للشباب في تحصين البعد الرمزي للثقافة المغربية في بعديها المادي واللامادي؟
- كيف يمكن للمسرح أن يكون واجهة وأداة في التمثيل الأمكن للهوية الثقافية المغربية؟
- ما هي الاشكال الفرجوية التراثية المغربية القابلة للتمسرح على الخشبة؟ كيف يمكن للمسرح والفن معا أن يكونا رافعة أساسية في تنمية الثقافة المغربية؟
للإشارة، مشروع قافلة المسرح المدرسي في نسخته التاسعة، يهدف إلى غرس قيم التسامح والكرامة والمساواة والحرية والتضامن بين اوساط الفاعلين الشباب. لذلك كان المشروع يراهن كأفق على الابداع المسرحي المرح الذي يراعي الخلفية الفكرية الثقافية والجمالية للتراث المادي واللامادي في المغرب.