في مبررات دمج مكون التوجيه في برامج التكوين الأساس والمستمر لهيئة التدريس

     لابد من التأكيد منذ البداية، أن التفكير في دمج مكون التوجيه في مناهج التكوين الموجهة لفائدة هيئة التدريس، ليس القصد منه مراجعة مهام أطر التدريس أو إثقال كاهلهم بمهام لا تدخل ضمن صلب أدوارهم النظامية المنصوص عليها في الأطر التشريعية والتنظيمية، أو تحويل لمهام من فئة لأخرى، أو خلق مناخ يمكن أن يغذي التنازع حول الاختصاصات والمهام بين مختلف المتدخلين إلى جانب المتعلم في الوسط المدرسي. إن الأمر ليس كذلك، ولا يجوز أن يكون كذلك، وإنما يتعلق الأمر أساسا، بإقدار المدرس على التصدي لقضايا مرتبطة بالمشروع الشخصي للمتعلم تعتمل وتتفاعل ضمن المساحات الصفية والمندمجة وتطرح في إطار علاقة المؤسسة التعليمة بمحيطها الاجتماعي العام، ويتم التداول بشأنها في مختلف البنيات والهياكل التقريرية والاستشارية للمؤسسة التعليمية التي يشتغل من خلالها المدرس. ضمن هذا الإطار، يمكن العمل على دعم ومؤازرة ما يقوم به المهنيون المختصون حول إعمال المقاربة التربوية للتوجيه في الوسط المدرسي، وما تقتضيه من هندسة وتطوير لمسارات المتعلمات والمتعلمين، بحثا عن المعنى والنجاح الدراسيين، وما تتطلبه من فعل جماعي يروم التأسيس لمركزية المشروع الشخصي كخيط ناظم للفعل التربوي. وهو ما يستلزم من المتدخلين في الشأن المدرسي تمثلا صحيحا وفهما عميقا لمساهماتهم الممكنة في هذا المسعى، في ارتباط وانسجام مع أدوارهم التربوية الأساسية. ولأجل بسط بعض المبررات والدواعي التي ساقت إلى التفكير في دمج مكون التوجيه في برامج التكوين الأساس والمستمر لفائدة هيئة التدريس، تم إعداد هذه الورقة المساعدة على توحيد التصور وتيسير فهم إبراز الأدوار التربوية لهيئة التدريس في علاقتها مع مواكبة المشاريع الشخصية للمتعلمات والمتعلمين.