نضمت جمعية الفكر السليم بشراكة مع برنامج سلامات و المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية مكناس.
ندوة علمية بعنوان: السلامة الرقمية بالمؤسسات التعليمية : الفرص والتحديات التي محورها الإنسان
تأتي هاته الندوة في ختام مشروع وقاية نيت الذي ينظم بشراكة مع مؤسسة سكديف الكندية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بمكناس في إطار برنامج سلامات الذي يهدف إلى نشر ثقافة السلامة الرقمية في صفوف الشباب ،و تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمة بشكل خاص، من أجل تمكينهم مجموعة من المهارات من قبيل التفكير النقدي، حماية أنفسهم من التهديدات، المشاركة بحذر، التعامل بلطافة واحترام الآخرين على الإنترنت وطلب المساعدة في المواقف الصعبة .
وقد ركزت الندوة على المساهمة في رفع الوعي بأهمية الاستعمال الآمن للأنترنيت بالمؤسسات التعليمية، وكذا تسليط الضوء على المخاطر النفسية، التربوية، ا لاجتماعية، والقانونية للاستعمال غير الآمن للأنترنيت على,المتمدرس والفاعل التربوي. كما تم اطلاع الحاضرين على نتائج وخلاصات وتوصيات مشروع وقاية نيت.
المرحلة الأولى من مشروع وقاية نيت شملت مدينة مكناس عن طريق مجموعة من الأنشطة: تدريبات، ورشات، حلقات تفكير وحملات تحسيسية …
سياق الندوة : ساهمت الثورة التكنولوجية في التحولات التقنية المستمرة، التي أصبحت حقيقة من حقائق حياتنا بصورة لا رجعة فيها، في ربط الأفراد بعوالم متجددة من الفرص التنموية المستدامة، وفي العمل في اتجاه تزويدهم بالمعارف والمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح في مختلف جوانب حياتهم.
وفي مقابل ذلك، فإن عدم قيام بعض الحكومات بمحو ظاهرة « الأمية الرقمية »، وتوسيع نطاق إمكانية الوصول للتقنيات الرقمية، وعدم خلق وسائل الحماية الإلكترونية قد يخلق انقسامًا جديدًا يمنع الشباب من توظيف إمكاناتهم وتحقيق طموحاتهم، ويجعلهم أكثر عرضة لمخاطر الجانب المظلم الذي لا يُمكن إنكاره للإنترنت والتقنية الرقمية، وإن التكلفة الكبيرة التي تترتب على مجتمعنا حاضرا ومستقبلا نتيجة لهذه الأخطا رالكبيرة، التي يواجهها الشباب أثناء عملهم المباشرعلى الأنترنت بلا توعية مسبقة أو إرشاد ، هي التي شكلت خلفية هذه المشروع والندوة وفرضت نفسها على جمعية الفكر السليم للتنمية كمنظمة تربوية معنية بالتنمية التربوية التي محورها الإنسان، كما تفرض نفسها أيضًا على المؤسسات الأخرى سواء أكانت اجتماعية أو سياسية، وطنية أو دولية لتحقيق شراكة هادفة في مجال توعية الرأي العام ، وتزويد جميع الفرقاء بالمعارف والمهارات والمواقف الضرورية وتأهيلهم لدعم هذا المشروع وتطبيقه بشكل فعال، وتوعية الشباب وإرشادهم بهدف تمكينهم من اكتساب القدرة على حماية أنفسهم ، وتثقيف الأهل عن طريق العاملين في هذا المجال لبناء القدرة على التواصل والحوا ر والتفاهم بين الشباب وذويهم بغية تأمين بيئة أكثر سلامة على الأنترنت.
ومن ناحية إحصائية، حسب تقرير مكتب اليونيسيف للبحوث سنة 2019 فقد استخدم أكثر من نصف سكان العالم الإنترنت. وأكبر مجموعة من المستخدمين هم أولئك الذين تقل أعمارهم عن 44 ، مع استخدام مرتفع بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 وبين عاما 35 و 44 .
وتشير التقديرات إلى أن هذا العدد من السكان وبشكل خاص في البلدان النامية، يتصدر الأطفال والشباب استخدام الإنترنت، وسيتضاعف على مدى السنوات الخمس المقبلة. وفي سنة 2020
كما أدت جائحة فيروس كورونا إلى زيادة غير مسبوقة في الوقت الذي يمضيه ا لأطفال أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية. وقد يؤدي إمضاء وقت أكبر على المنصات الافتراضية إلى تعريض الأطفال إلى الاستغلال الجنسي والاستدراج عبر شبكة الإنترنت و إرسال صور جنسية ، المحتوى الضار والعنيف ، للتنمر الرقمي والإدمان، ومع عدم امتلاك جميع الأطفال المعارف والمهارات والموارد الضرورية للمحافظة على أمانهم على شبكة الإنترنت يسعى المعتدون لاستغلال الظروف التي فرضتها جائحة كوفيدء 19 لتحقيق أهدافهم.
إن اتساع عالم الإنترنت وما يحتويه من معلومات مرئية ومقروءة في شتى المجالات والمواضع، وما تعطيه من فرصة لأيمكنه من إضافة أي محتوى يرغب في عرضه، أو قيام أي شخص بأي تصرف يريده من ناحية التواصل، يُظهر لنا أهمية الإنترنت ومدى خطورتها، وأهمية اتخاذ إجراأت أساسية للحد من مخاطره.