دراسة مغربية ترصد التعنيف وتؤكد حاجة النساء إلى « ثقافة التبليغ »

خلصت دراسة حديثة إلى أن ثقافة التبليغ عن المخالفات داخل المجتمع تحتاج إلى مزيد من الفهم والاستيعاب، إذ إن نسبة 83 بالمائة من النساء لا يعرن اهتماما بالتبليغ بصفة عامة، وبالتالي فالأمر يحتاج إلى توعية وتحسيس.

الدراسة التي أعدتها الشبكة المغربية “شمل للوساطة الأسرية” بعنوان: “العنف المبني على النوع الاجتماعي في فترة الحجر الصحي بسبب وباء كوفيد-19: دراسة حول التبليغ وعدالة الخدمة”، جاءت بدعم من الحكومة البريطانية عن طريق سفارتها بالمغرب، في إطار برنامج “دعم”، وكشفت أن نسبة 86 بالمائة من النساء ليست لديهن معرفة بقانون محاربة العنف ضد النساء، ما يدعو إلى بذل مزيد من الجهد من الدولة والمجتمع المدني للتعريف والتوعية بمضامينه.

وحسب الوثيقة ذاتها فقد كان لتداعيات الحجر الصحي انعكاس كبير على الوضعية الاقتصادية للأسر، إذ شكلت نسبة الأسر التي فقد معيلها العمل خلال فترة الحجر الصحي 66 بالمائة.

وأوردت الوثيقة أن المعرفة بأن التبليغ عن العنف إجراء محمي قانونا غائبة لدى نسبة مهمة من النساء، إذ إن 59 بالمائة منهن ليست لديهن معرفة بالحماية الخاصة بالمبلغين عن العنف، لذا يبقى لديهن هاجس الخوف من التبليغ؛ كما أن شريحة مهمة من النساء بنسبة 71 بالمائة لم تتمكن من الخروج للتبليغ عن العنف بسبب شدة التدابير الاحترازية المتخذة من قبل الدولة.

وأفادت الدراسة بأن السكن شكل أحد أسباب العنف المنزلي خلال فترة الحجر الصحي، إذ إن النساء المعنفات اللواتي يعشن في مسكن يقل عن 50 مترا مربعا شكلن نسبة 38 بالمائة؛ “ذلك أن المكوث في البيت لمدة طويلة ساهم في نشوب اضطرابات وصراعات بسبب انعدام الإحساس بالخصوصية”.

وكانت لعدد كبير من المستجوبات وضعية اقتصادية هشة، إذ إن النساء ربات البيوت وبدون عمل مدر للدخل شكلن نسبة 44 بالمائة، بينما شكلت النساء اللواتي يشتغلن في القطاع غير المهيكل نسبة 22 بالمائة؛ في حين شكل البيت أكثر الأماكن التي انتشر فيها العنف بشكل كبير، إذ بلغت نسبة النساء المعنفات داخل المنزل 59 بالمائة. كما شكل عبء الدراسة عن بعد سببا آخر لتزايد ظاهرة العنف، إذ كان للمرأة دور كبير في مواكبة الأبناء في الدراسة عن بعد بنسبة 37 بالمائة مقارنة مع 8 بالمائة للأب.

يذكر أنه خلال الاستجوابات مع النساء المستهدفات في الدراسة تبين أن حالات العنف تزايدت خلال الحجر الصحي مقارنة بما قبله، إذ إن 90 بالمائة من النساء تعرضن للعنف قبل الحجر الصحي، بينما خلال فترته وصلت النسبة إلى 100 بالمائة.

وتصدر العنف النفسي خلال الحجر الصحي أنواع العنف التي تعرضت لها النساء، إذ تعرضت له 164 مرة (مقارنة مع عدد المرات قبل الحجر الذي بلغ 145)، يليه العنف الاقتصادي بـ 114 مرة (مقارنة مع عدد المرات قبل الحجر الذي بلغ 84)، والعنف الجسدي 101 مرة، والعنف الجنسي 16 مرة.

واستهدفت الدراسة 206 حالات على مستوى ثلاث جهات، هي جهة الرباط سلا القنيطرة، وجهة طنجة تطوان الحسيمة وجهة الشرق، شملت 194 امرأة بنسبة 94 بالمائة و12 رجلا بنسبة 6 بالمائة. كما تم القيام بـ10 مقابلات نصف موجهة.

هذا وشكلت الفئة العمرية للحالات المستجوبة ما بين 25 و65 سنة نسبة 70 بالمائة من النساء المعنفات، خاصة المتزوجات اللواتي شكلن نسبة 58 بالمائة، بينما المطلقات والمتخلى عنهن شكلن بالتساوي 24 بالمائة، والعازبات 9 بالمائة، والأرامل والأمهات العازبات شكلن بالتساوي 5 بالمائة.

المصدر : هيسبريس