شكل موضوع “المسرح في زمن الرقمنة تأثير الإبداع الرقمي على الممارسة المسرحية”، محور ندوة فكرية نُظمت مساء أمس الخميس بالناظور، بمبادرة من جمعية “ثسغناس للثقافة والتنمية”.
وناقشت هذه الندوة، المنظمة بدعم من وكالة جهة الشرق، وبشراكة مع جمعية كوميدراما للمسرح والثقافة بوجدة، والمعهد العالي لفن الدراما والتنشيط الثقافي بالرباط، التأثير الكبير للرقمنة على مختلف الفنون السمعية والبصرية عامة، وفن المسرح بشكل خاص.
وأبرز المشاركون أن التقدم التكنولوجي والرقمي أصبح واقعا يفرض نفسه على مختلف المجالات وهو ما يجعل من تطوير وتحديث آليات العمل المسرحي ضرورة ملحة يمليها هذا الواقع الجديد الذي قفز إلى الواجهة خصوصا بعد انتشار جائحة “كورونا” مما دفع بالفنان المسرحي إلى الانتقال من خشبة المسرح إلى المنصات الرقمية بمختلف أشكالها.
وأشاروا إلى أشكال التحول الذي فرضه البعد الرقمي كأسلوب جديد لممارسة المسرح، بما في ذلك ما يعرف بالمسرح التفاعلي المختلف تماما عن المسرح التقليدي، والذي تمكن من إلغاء الحدود الجغرافية والزمنية.
كما تطرق المتدخلون للمخاطر التي قد تتمخض عن هذا البعد الرقمي في العمل المسرحي، لافتين في هذا الصدد إلى أن العمل المسرحي “لم يعد يعتمد على المحترفين بل أتاح للجميع إمكانية تقديم عروض مسرحية افتراضية وأكثر من ذلك استغلال الذكاء الاصطناعي لإنشاء ممثلين افتراضيين لأداء هذه العروض والتفاعل مع الجمهور”.
وأكد نائب رئيس جمعية “ثسغناس للثقافة والتنمية”، عبد الرزاق العمري، أن هذه الندوة تأتي لتسليط الضوء على مدى تأثير الرقمنة على فن المسرح، أداء ونصا وتلقيا، في أفق تنمية عوالمه الفكرية وتطوير آلياته وتقنياته وتيسير اندماجه فنيا وجماليا في سيرورة الحداثة.
من جانبه، أبرز ممثل وكالة تنمية جهة الشرق، عبد المجيد رابح، أهمية هذه الندوة التي تقارب موضوعا راهنا يتعلق بتأثير الرقمنة على الفن المسرحي، والفعل الثقافي بشكل عام، مشيرا إلى أن وكالة جهة الشرق تحرص بمعية شركائها بمختلف أقاليم الجهة على دعم ومواكبة كل الأنشطة والفعاليات الثقافية الهادفة، وذلك تماشيا مع استراتيجيتها التنموية، وإيمانا منها بأن الثقافة تشكل رافعة أساسية للتنمية.
وتندرج هذه الندوة، التي شارك فيها باحثون وخبراء ومهتمون بالشأن الثقافي والفني والمسرحي من مختلف مدن المملكة، في إطار فعاليات القافلة العاشرة للمسرح المدرسي، التي تعرف مشاركة 10 مدارس للفرصة الثانية على مستوى جهة الشرق، بهدف جعلها فضاء للتبادل بالكلام، ولعب الأدوار، والتعبير الجسدي، لصالح المستفيدين من هذه الأقسام، مما يمنحهم مدخلا جديدا إلى حياة أكثر حيوية ودينامية.
وجرى على هامش هذه الندوة تكريم الفنان محمد بوزكو نظير عطائه في المجال الإبداعي والفني.